يذكر ميدل إيست آي أنّ السلطات الإماراتية احتجزت الناشط السوداني نادر مريود، وهو أحد أبرز الأصوات المدنية المناهضة لميليشيا الدعم السريع، وسط مخاوف من استهدافه بسبب مواقفه العلنية ضد الانتهاكات الواسعة في السودان.
يوضح التقرير أنّ مريود، المتحدث باسم لجان المقاومة في حي الصالحة بمدينة أم درمان، اختفى بعد أن أوقفته شرطة الإمارات قبل أسبوعين، وفقًا لشقيقه نزار مريود الذي قال إنّ الاعتقال وقع دون تفسير. وجاء توقيفه بعد أيام قليلة من إصدار لجان المقاومة بيانًا ينتقد ممارسات قوات الدعم السريع.
دعم إماراتي متزايد للدعم السريع وسط اتهامات بالإبادة
يسلّط التقرير الضوء على التحول الكبير في خريطة السيطرة منذ اندلاع الحرب في السودان عام 2023، حيث سعى الجيش السوداني إلى دمج قوات الدعم السريع داخل المؤسسة العسكرية، ما فجّر حربًا واسعة أدّت إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى وتشريد 13 مليون إنسان.
ويعرض التقرير توثيقًا لعمليات قتل ونهب واعتداءات جنسية نفذتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين طوال الحرب، بينما تتهم منظمات إنسانية وحقوقية — إلى جانب الولايات المتحدة — الميليشيا بارتكاب أعمال إبادة في دارفور.
ويرد في التقرير أنّ الإمارات تُعد الداعم الرئيس للدعم السريع، إذ تكشف دلائل متزايدة عن نقل أسلحة متطورة عبر شبكات تمتد إلى ليبيا وتشاد وأوغندا والصومال. كما ظهرت أسلحة بريطانية بيعت للإمارات في ساحات القتال السودانية، ما دفع منظمات مثل العفو الدولية للمطالبة بوقف مبيعات السلاح للإمارات.
مذابح الفاشر.. أدلة تتكاثر وضغط دولي يتصاعد
يذكر التقرير أنّ سقوط مدينة الفاشر أثار موجة انتقادات واسعة لدور الإمارات في الحرب، إذ أشارت شهادات ناجين وعمال إغاثة إلى وقوع مذابح جماعية، وعمليات إعدام ميدانية، واستهداف ممنهج للمدنيين. وتظهر صور الأقمار الصناعية بقع دماء ضخمة وجثثًا كثيرة في الشوارع.
وتقول شهادات حصلت عليها ميدل إيست آي إنّ المقاتلين فصلوا الرجال عن النساء والأطفال قبل إعدامهم، بينما قُتل أطفال في عمر السنتين أمام ذويهم. ويضيف التقرير أنّ مقاتلي الدعم السريع احتجزوا رهائن وابتزوا عائلاتهم للحصول على فدية عبر تطبيقات الدفع الإلكتروني.
وتوضح الشهادات أنّ نساء تعرّضن للاغتصاب والاعتداء الجنسي والتفتيش العنيف، وأحيانًا أُخذت بعضهن رهائن لأجل الفدية. ودفعت هذه الأدلة مجلس حقوق الإنسان إلى فتح تحقيق مستقل في الانتهاكات.
ضغوط أمريكية وسعودية.. وحرب بلا نهاية
يشير التقرير إلى أنّ الضغوط الدولية على الإمارات تتزايد، إذ قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إنّ واشنطن تعرف الجهة التي تزوّد الدعم السريع بالأموال والأسلحة، وتعتزم الضغط عليها. وأعرب روبيو عن أمل في وقف الدعم العسكري للدعم السريع حتى لا “ينعكس ذلك بصورة مدمرة على العالم”.
وينقل التقرير أنّ مسؤولين عربًا وغربيين قالوا لميدل إيست آي إنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يعتزم التوسط لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن دعم الإمارات للدعم السريع. وأفاد مصدر أنّ بن سلمان تواصل مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الذي أكد أنّ إنهاء الحرب مستحيل دون ضغط أمريكي على الإمارات.
وفي الخلفية، يظل عشرات النشطاء السودانيين محتجزين داخل سجون الإمارات، منهم محمد فاروق سلمان، القيادي السابق في قوى الحرية والتغيير، والذي تعتقله الإمارات منذ يناير دون معلومات واضحة عن وضعه.
نداء للإفراج الفوري
يدعو نزار مريود الإمارات إلى إطلاق سراح شقيقه دون شروط والسماح له بالتواصل مع محاميه، ويحذر من تعرّضه لأي إساءة خلال فترة احتجازه.
وفي ظل أدلة تتزايد عن صلات الإمارات بالدعم السريع، يبرز اعتقال نادر مريود كحلقة جديدة في مشهد يتشابك فيه القمع الداخلي مع الصراع الإقليمي في السودان.
https://www.middleeasteye.net/news/uae-detains-prominent-sudanese-civil-society-spokesperson

